
كيف يُمكن السيطرة على حالة التعب ؟
تعريب: هاجر الغريب
كم مرة تشعر بالتعب في العادة؟ هل تشعر بالإرهاق ونفاذ الطاقة بشكل مُستمر؟ تأكد أنك لست الوحيد؛ حيث أظهرت الدراسات أن نسبة عالية جدًا من البشر تشعر بالضغط والإجهاد بشكل مُستمر ويومي.
لذلك أعد لك فريقنا في Top Doctors مقالة عن التعب و مُتلازمة التعب المُزمن ، ومتى تحديدًا يجب أن تلجأ إلى الطبيب.
كيف يُمكن تعريف التعب؟
على الرغم من كون التعب حالة شائعة للغاية، إلّا أنها قلّما تُشير إلى وجود مرض كامن ما. والتعب هو شعور عام بالإرهاق ونقص الطاقة، وعادةً ما يكون السبب وراءه هو قِلة النوم، الضغط المُزمن بسبب العمل أو بسبب أمور تخص المنزل، أو رُبما يكون بسبب التغذية الغير كافية. وعادةً ما يجد الناس صعوبة في تحديد السبب وراء التعب.
كيف يُمكن السيطرة على حالة التعب؟
يُمكن للأشخاص السيطرة بأنفسهم على حالة التعب من خلال:
- تحقيق التوازن الصحي بين العمل والحياة الشخصية – قُم بأخذ عُطلة عن العمل.
- اتبّاع حمية مُغذيّة ومُتوازنة.
- مُمارسة الرياضة بانتظام.
- مُمارسة تقنيات الاسترخاء.
بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين ينامون بشكل سئ أو الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية، يجب عليهم اتبّاع بعض النصائح الخاصة بمُعالجة الأرق. نسبة صغيرة فقط من الأشخاص الذين يُبلّغون عن إصابتهم بالتعب يُقرّون بأن هذه المشكلة مُنهكة حقًا للدرجة التي تمنعهم من المُشاركة في مُمارسة الرياضة، أو من التمتّع بحياة اجتماعية طبيعية.
في حالة استمرار ظهور أعراض حادة على الشخص لأكثر من عِدة شهور، فقد يُشير ذلك إلى إصابته بمُتلازمة التعب المُزمن، والذي يأتي مُصاحبًا لأعراض شديدة قد تجعل الشخص المُصاب ينقطع لفترة عن العمل أو الدراسة.
مُتلازمة التعب المزمن/ التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل:
تنطوي مُتلازمة التعب المُزمن (CFS/ME) على الإجهاد طويل الأمد، وخلالها لا يتحسن الشعور بالتعب بعد أخذ قسط من الراحة، وتسوء الحالة بشكل واضح بعد بضعة أيام من قيام الشخص بمجهود جسدي أو ذهني. البعض يُفضّل الإشارة إلى هذه الحالة بـ "التهاب الدماغ والنخاغ المؤلم للعضل" والتي تعني "آلام العضلات المصحوبة بالتهاب في الدماغ والحبل الشوكي. وبشكل عام، يُفضل الأطباء الإشارة إليها بـ (ME) حيث أن الدراسات لم تؤكد بعد على وجود أي التهابات غير طبيعية في الجهاز العصبي المركزي أو في العضلات، ولكن الأمر محل خلاف.
يشعر بعض الأشخاص الذين يُعانون من مُتلازمة التعب المُزمن/ التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل بأن مُصطلح مُتلازمة التعب المُزمن غير مُنصف بالنسبة لدرجة العجز الذي يشعرون به جرّاء إصابتهم بهذه الحالة، خصوصًا هؤلاء الأشخاص الذين يُعانون من أقصى درجات التعب.
بعض الأعراض الأُخرى الخاصة المُحتملة بالنسبة لمُتلازمة التعب المُزمن/ التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل:
- مشاكل في النوم، كالنوم لمُدة طويلة جدًا أو قصيرة جدًا.
- مشاكل في الإدراك – صعوبة في التركيز أو قصور في الذاكرة.
- الصداع أو آلام العضلات.
- خفقان القلب.
- الدوخة أو الغثيان.
يجب على أي شخص يشعر بالتعب المُزمن أن يلجأ إلى التشخيص بشكل سريع، حتى يتم استبعاد أي حالة مرضية خطيرة، ثم عليه اللجوء إلى مُختص أو مجموعة من المُختصين من أجل مُساعدته في علاج حالة التعب هذه.
ما هي الأسباب وراء مُتلازمة التعب المُزمن/ التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل؟
الجواب الصادق هو أننا لا نعرف حتى هذه اللحظة، فقد يكون هُناك بضعة أسباب أو أسباب كثيرة وراء هذه الحالة. ولكن يُمكن أن يتسبب في هذه الحالة إصابة الشخص بمرض فيروسي أو بكتيري. في المُتوسط، يُعاني الأشخاص البالغون من ثلاث إصابات فيروسية في الجهاز التنفسي العُلوي بشكل سنوي، وفي الغالب يتعافون سريعًا. ومع ذلك، إذا كنا تحت ضغط، ربما بسبب بيئة العمل الصعبة أو التوترات في المنزل، فإن هذا يضعف قدرة الجسم على الشفاء ويُمكن أن يؤدي إلى إجهاد شديد ومستمر. جدير بالذكر أيضًا أن مُتلازمة التعب المُزمن قد يكون السبب وراءها هو عوامل وراثية. وبالنسبة لكثير من الناس، لا يوجد سبب واضح للإصابة بهذه المُتلازمة.
علاج مُتلازمة التعب المُزمن/ التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل؟
لا يوجد علاج مُناسب لجميع الأشخاص، ولكن العلاجات تُساعد على مُواكبة الأعراض بشكل أفضل، والعديد من الأشخاص المُصابين عادةً ما يتعافون بشكل كبير. أول شئ يجب عليك القيام به هو معرفة كيفية تسيير يومك من أجل التعامل مع قِلة مُستوى الطاقة، ولذلك عليك وضع روتين يومي خفيف وثابت مع تحديد أوقات مُخصصة للنوم، أوقات مُخصصة للبقاء مُستيقظًا، وأوقات للقيام بالأنشطة المُختلفة. وقد يتضمن ذلك تقليص عدد ساعات العمل لفترة مُعينة.
بمُجرد أن تشعر بالاستقرار إلى حدٍ ما بعد وضع هذا الروتين، فهذه إشارة بأنه يُمكنك الاستعانة بالعلاج السلوكي المعرفي من أجل مُساعدتك في بناء نمط أفضل للنوم، إلى جانب أنه يُساعد في التخلص من الضغط العصبي المُصاحب لهذه الحالة. وقد يُساعد أيضًا اللجوء إلى تقنيات التأمل الواعي.
وبالنسبة للأشخاص الذين يسعون للاستيقاظ والنوم في مواعيد ثابتة يوميًا، ننصحكم بتجنّب النظر إلى هواتفكم على الأقل ساعة قبل النوم. فالراحة، الاسترخاء، والتغذية السليمة هي أمور مُهمة للغاية من أجل مُكافحة أعراض مُتلازمة التعب المزمن.
إذا كُنت تشعر بحالة من التعب التي لا تهدأ مع خضوعك إلى النوم والراحة، يُمكنك استشارة أحد الأطباء المُختصين لدينا.