
في اليوم العالمي لمرض الإيدز: مناسبة عالمية للتوعية من مخاطر الإصابة
بقلم: ميّ سُليمان
تُحيي منظّمة الصحة العالمية في الأوّل من شهر ديسمبر اليوم العالمي للإيدز كمناسبة سنوية للتوعية من مخاطر المرض، ومخاطر انتقال الفيروس المُسبّب له. ويُعدّ فيروس نقص المناعة البشري HIV فيروسٌ يُصيبُ جهاز المناعة عند البشر عند دُخولهِ إلى مجرى الدم، حيثُ يبدأً حينها بالتّكاثر فيصبح الجهاز المناعي ضعيفاً إلى الحدّ الذي يجعله عاجزاً عن محاربة العدوى والأمراض .
ماهو الفرق يبن الإيدز (AIDS) وبين ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)؟
الإيدز (AIDS)، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة هو أشدُّ مراحل العدوى بڤيروس (HIV) تقدمًا، حيث تتدهورُ المناعة إلى درجةٍ لا تسمح للجسم بمحاربة العدوى.
ما هيّ أعراض مرض نقص المناعة :
تختلف أعراض فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) تِبعاً لمرحلة الإصابة
ففي بداية الإصابة بالفيروس يعاني معظم المصابين من أعراضِ وهنٍ عام وحُمَّى مشابهة لتلك المرافقة للإنفلونزا تبدأ بعد التقاط العدوى بشهر أو شهرين وتستمر لعدّة أسابيع، وتتراوح الأعراض بين التهاب الحلق والحمّى والصداع، بالإضافةِ إلى تضّخم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي.
وتجدرُ الإشارة إلى أنّ المُصاب قد يبقى خالياً من الأعراض لمدة ثماني أو تسع سنوات أو أكثر، غير أنه مع مواصلة تكاثر الفيروس وتدميره للخلايا المناعية تصبح الأعراض مزمنة منها :
- تورم الغدد الليمفاوية، والتي تكون في الغالب إحدى العلامات الأولى للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية
- الإسهال.
- فقدان الوزن.
- الحمى الشديدة.
- السعال وقصر النفس.
- ظهور بقع بيضاء على اللسان أو داخل الفم.
ما هيّ مضاعفات العوز المناعي المكتسب؟
يُضعف هذا الفيروس الجهاز المناعي البشري، ويصبح المريض عرضةً للعديد من الأمراض أهمّها: السل وداء المبيضات وداء المقوسات التي قليلاً ما تحدث لدى الأشخاص الأصحاء، كما يزداد احتمال الإصابة بالسرطانات لأن الجهاز المناعي يقوم بالقضاء على الخلايا الشاذة التي قد تتحول إلى سرطان إذا بقيت دون رادع.
كيف تنتقل العدوى؟
يوجد الفيروس في بعض سوائل الجسم للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، بما في ذلك الدم، المني، السوائل المهبلية، السوائل الشرجية، وحليبُ الأم. ولعل أهم الوسائل التي تنتقل بها العدوى هي :
- ممارسة العلاقات الحميمة العلاقات المُتعدّدة غير الآمنة
- نقل الدم
- مشاركة إبر الحقن: وبشكل خاص بين مدمني المخدرات
ماهي الاختبارات المطلوبة للكشف عن الاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة؟
عند الشك في التعرض للعدوى، يجب إجراء الاختبار للاطمئنان، خاصةً وأن أعراض الڤيروس قد لا تظهر على الشخص، رغم الإصابة لعدة سنوات. ويكون الاختبار على هيئة تحليل لعينة دم، وفي حالة ظهور التحليل إيجابيًّا - بمعنى احتوائه لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) أو أجسامه المضادة - يعني ذلك أن الشخص حامل لڤيروس نقص المناعة البشري(HIV )
هل من علاج لفيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز؟
لا يوجد علاج شافٍ له حتى يومنا هذا، لكن العقاقير التي تهاجم الفيروس أصبحت متطوّرة وقادرة على أنّ تحد من شدّته إذ يمكن أن يحيى المريض حياة طبيعية ويموت دون أن يدخل في مرحلة متلازمة عوز المناعة المكتسب. ويتوجّب على جميع المرضى الخضوع للعلاج بغض النظر عن تعداد الكريات البيضاء حيثُ تهدفُ الأدوية إلى الحفاظ على عدد الفيروسات في حالة انخفاض من جهة، ومنع حدوث الأمراض الانتهازية والأورام السرطانية من جهة أخرى، ويتمّ تكثيف العلاج عندما ينخفض تعداد الكريات البيضاء (CD4) إلى أقلّ من 200 حيث يعتبر هذاالنقص مؤشر هام لحدوث متلازمة العوز المناعي المكتسب .
يقوم الأطباء عادةً بوصف الأدويّة المضادة للفيروسات القهقريّة التي تقوم في مبدأ عملها على الحدّ من تكاثر هذا النوع من الفيروسات في جسم الإنسان، ويجبُ الإشارةُ إلى أنّ العلاج المُبكر بهذا النوع من الأدوية له فوائد على المدى الطويل؛ أهمّها الحفاظ على قوّة الجهاز المناعيّ، وحتّى في المراحل المتأخرة من مرض الإيدز فإنّ العلاج يُوصف بهدف الحفاظ على صحة الجهاز المناعي قدر الإمكان.
ماهي سبل الوقاية من فيروس العوز المناعي البشري؟
بالرغم من الأبحاث المستمرة في هذا المجال ونتائجها المبشّرة بالنسبة للمستقبل لكن لم يتوفّر حتى الآن لقاح ناجح للوقاية من هذا الفيروس، لذلك عليك باتباع القواعد الصحية التالية :
- الامتناع عن ممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية، كوسيلة لتجنب المخاطر المرتبطة بالاتصال الجنسي .
- عدم تبادل الإبر أو استخدام أدوات جراحية حادة غير معقمة.
- التأكد من خلو أكياس الدم من الڤيروسات قبل استخدامها في عمليات نقل الدم.
إذا علمت أنّك حامل لفيروس العوز المناعي البشري يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة قبل ظهور الأعراض وذلك لسببين هامين :
الحصول على خدمات العلاج والرعاية واحتمال إطالة عمرك لعدة سنوات أخرى في نهاية المطاف، بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب نقله إلى أشخاص آخرين.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بإتاحة اختبارات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري في جميع المرافق الصحية للحد من انتشاره قدر الامكان .