ما هي الذئبة وما أسبابها؟
تعريب: هاجر الغريب
الذئبة هي حالة مرضية لها علاقة بالمناعة الذاتية تؤثر على أجزاء مُختلفة من الجسم. حتى الآن، هذه الحالة غير مفهومة بشكل كامل، ولكنها تحدُث عندما يبدأ الجهاز المناعي في مُهاجمة الخلايا، الأنسجة والأعضاء الصحيّة في الجسم. جدير بالذكر أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج لمرض الذئبة.
أسباب الإصابة بالذئبة:
هُنالك العديد من أنواع الأمراض التي تحدُث بسبب أن الجهاز المناعي في الجسم لا يقوم بمُهمته بشكل صحيح، منها الروماتيزم والتهاب المفاصل. يُعتقد أن هُناك عامل وراثي وراء هذه الأمراض، ولذلك يُعتقد أن نفس الشئ ينطبق على مرض الذئبة، ولكن ذلك غير مؤكد.
من العوامل الأُخرى التي قد تُساهم بشكلٍ ما في تطوّر مرض الذئبة هي:
- الإصابة بالفيروسات.
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- تناول أدوية مُعينة.
- المرور بفترة سن اليأس.
كما أن الذئبة شائعة بين الجنسيات الأفريقية، الكاريبية، أو الآسيوية.
يتسبب الجهاز المناعي لدى الأشخاص المُصابون بالذئبة في حدوث التهابات في الجسم، وذلك عن طريق إنتاج كميات أكبر من اللازم من الأجسام المُضادة، ونشرها عبر مجرى الدم، ولذلك السبب فإن الذئبة يُمكن أن تحدُث في أي جزء من الجسم.
أعراض الذئبة:
يمكن أن تظهر الذئبة على الجلد فقط، أو يُمكن أن تؤثر أيضًا على أعضاء أو أجهزة الجسم المختلفة، مثل المفاصل، الرئتين، الكلى والقلب. تشمل بعض الأعراض الشائعة:
- طفح جلدي في الوجه.
- طفح جلدي على أجزاء أخرى من الجسم (مثل اليدين والمعصمين).
- التعب الشديد.
- آلام المفاصل وتورمها.
قد لا تكون هذه الأعراض ثابتة ، ويمكن أن تظهر في أي وقت.
تشخيص مرض الذئبة:
من الصعب تشخيص مرض الذئبة، ويرجع السبب لتفاوت الأعراض بشكل كبير من مريض إلى آخر. إذا ظهر على الشخص أعراض مُشابهة للأعراض الخاصة بمرض الذئبة، فغالبًا سيقوم الطبيب بطلب تحاليل للدم، وسيتحدث معه بشكل مُستفيض عن الأعراض التي يشعر بها.
إذا اُشتبه في الإصابة بمرض الذئبة، سيتم نقل المريض إلى أخصائي لأمراض الروماتيزم، والذي يُمكنه التعامل مع أمراض المناعة الذاتية والأمراض التي لها علاقة بالالتهابات.
إذا تم تشخيص مرض الذئبة من خلال الاختبارات التي خضع المريض لها (غالبًا ما يكونون عِدة اختبارات)، إلى جانب التحليل الدقيق للأعراض، يوضع المريض تحت المُراقبة بشكل مُنتظم، وذلك من أجل أن يُراقب الطبيب مدى تأثير الحالة على جسم المريض مع مرور الوقت.
وحيث أن الذئبة قد تؤثر على الأعضاء الداخلية في الجسم، يتم عمل اختبارات من أجل التحقق من ذلك، منها الأشعة السينية والأشعة المقطعية.
علاج مرض الذئبة:
حيث أنه لا يوجد علاج قاطع لمرض الذئبة، سيقوم الأطباء بمُحاولة تخفيف الأعراض على المريض، بحيث يستطيع المريض أن يعيش بشكل طبيعي قدر المُستطاع.
لابُد أن يقوم المريض بعمل بعض التغييرات في نمط حياته، كما أن هُناك أدوية مُتاحة من شأنها مُساعدة المريض في تخفيف الأعراض.
بعض العوامل التي يُمكنك وضعها في الاعتبار بالنسبة لعلاج الذئبة:
- واقي الشمس: يُمكن أن يتفاقم الطفح الجلدي بسبب التعرّض إلى الشمس، ولكن، ليس كل مرضى الذئبة لديهم حساسية ضد الشمس. يُنصح بارتداء القُبعات والنظارات الشمسية، كما يُنصح بتغطية الجلد كُلّما أمكن، إلى جانب وضع كريمات الحماية من الشمس. ولكن، يجب الانتباه إلى التأكد من عدم هبوط مُستويات فيتامين د في الجسم كنتيجة لذلك، والذي بدوره قد يتسبب في حدوث مشاكل أُخرى مثل الإصابة بهشاشة العظام. هُناك بعض الأنظمة الغذائية التي تتضمن مصادر جيّدة لفيتامين د.
- الأدوية التي تُقلل من الالتهابات في الجسم: هذه الأدوية هي المعنيّة بعلاج آلام العضلات والمفاصل الخفيفة. يُمكن أيضًا شراء مضادات الالتهابات الشائعة التي لا تحتاج إلى وصفات طبية.
- تناول أنواع مختلفة من الأدوية: هُناك عِدة أنواع مُختلفة، ويجب وصفها من خلال الطبيب.
مستقبل مرض الذئبة:
تم عمل العديد من الأبحاث في مُحاولة لمعرفة الأسباب وراء الإصابة بمرض الذئبة، وإذا ما كان هُناك عامل وراثي. كُلّما أصبح معروفًا أكثر عن الأدوية وكيفية استخدامها، يُمكن للأطباء تصميم الوصفات الطبية وفقًا لاحتياجات المريض ووضع خطط علاجية أكثر نجاحًا. على الرغم من عدم وجود الكثير من المعلومات حول الأسباب الحقيقية لمرض الذئبة في الوقت الحاضر، من المحتمل جدًا أننا في المستقبل سوف نفهمه أكثر ونتعلم طرقًا جديدة لعلاجه.