
ما هي فرصتي للولادة الطبيعية من بعد إجرائي لولادة قيصرية سابقة ؟
بقلم: الدكتور هيثم بدر
تحرير: آية دياب
الولادة القيصرية هي عملية ولادة تتم جراحيًا عن طريق إجراء شق جراحي في البطن وإخراج الجنين من هذا الشق. تخضع واحدة من كل خمس نساء (20%) في المملكة المتحدة للولادة القيصرية. وقد يخضع الكثير من النساء لأكثر من عملية قيصرية واحدة في أحمالهم المختلفة.
إذا كنتِ قد خضعت لعملية قيصرية، فقد تفكرين بأي طريقة ستضعين بها مولودك في المرة القادمة. وفي حالة اختيارك للولادة الطبيعية المهبلية أو إلى العملية القيصرية في ولادتك القادمة، فكلتا الخيارين آمنين باختلاف المخاطر والفوائد لكل منهما.
بالإضافة لما سبق يتحدث في هذا المقال الدكتور هيثم بدر أحد الاستشاريين الرائدين لدينا في مجال جراحة وأمراض النساء والولادة عن مدى إمكانية الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية سابقة وفوائد ومخاطر كل منهما....
كيف يتم اتخاذ القرار بطريقة الولادة في الحمل الحالي بعد عملية قيصرية سابقة؟
لاتخاذ الخيار بكيفية الولادة، سوف يسألك طبيبك عن تاريخك المرضي وعن ولاداتك وأحمالك السابقة. بالإضافة لما يلي:
- السبب في اتخاذ قرار العملية القيصرية في الولادة السابقة وماذا حدث أثناء عملية الولادة – وهل كانت عملية إسعافية أم مُخطط لها؟
- نوع وموضع الشق الذي اتخذه الطبيب للرحم أثناء العملية.
- كيف كانت تجربتك في الولادة السابقة؟ وهل لديك أي تساؤلات؟
- كيف تجري متابعة حملك الحالي؟ وهل يوجد أي مشاكل أو مضاعفات في حملك الحالي؟
بمساعدة طبيبك سيتم الحرص على زيادة فرص نجاح الولادة الطبيعية المهبلية في ولادتك القادمة، مع الوضع في الاعتبار؛ اختياراتك الخاصة ورغبتك المستقبلية في الحمل عند اتخاذ القرار بالولادة الطبيعية المهبلية أو العملية القيصرية.
ماذا تعني الولادة الطبيعية من بعد العملية القيصرية؟
نعني بذلك ولادة المرأة مهبليًا بعد أن تكون قد خضعت للولادة القيصرية. وفي هذه الحالة الولادة المهبلية قد تشمل الولادة باستخدام الملقط (الجفت) أو جهاز الشفط.
ماذا تعني الولادة القيصرية الاختيارية أو المرتبة؟
نعني بذلك الولادة عن طريق إجراء العملية بموعد محدد مسبقًا. ويتم ذلك بتحديد تاريخ لاحق للتنويم في المستشفى من خلال عيادة متابعة الحمل. ويكون ذلك الموعد بالعادة خلال سبعة أيام من تاريخ ولادتك المحسوب عن طريق الأشعة الصوتية أو الدورة الشهرية، إلا إذا كان هناك سبب آخر لتقديم الموعد يرجع للحالة الصحية لك أو لجنينك.
ما هي فوائد الولادة الطبيعية المهبلية؟
فوائد الولادة الطبيعية المهبلية تشمل:
- ولادة مهبلية طبيعية (وقد يشمل ذلك الولادة بالأساليب المساعدة).
- فرصة أكبر لولادة خالية من المشاكل في الولادات اللاحقة.
- تعافي أسرع ووقت تنويم أقل في المستشفى.
- آلم بطن أقل بعد الولادة.
- عدم وجود ندبات
- عدم خضوعك لعملية جراحية.
متى يمكن أن تكون فرصة الولادة الطبيعية فرصة ناجحة؟
إن ثلاثة من كل أربعة نساء (75%) ممن مروا بفترة حمل خالية من المضاعفات، وقد بدأوا في مراحل الولادة؛ يلدن ولادة طبيعية مهبليًا من بعد خضعوهم لعملية ولادة قيصرية في حملهم السابق.
في حالة ولادتك مهبليًا، من قبل إجراء العملية القيصرية أو من بعدها، ففرصة الولادة الطبيعية تكون عالية جدًا. حيث أن تسعة من أصل عشرة نساء (90%) ينجحون بالولادة الطبيعية ممن مروا بنفس الظروف.
ما هي فرصتي بالولادة الطبيعية المهبلية من بعد إجرائي لعملية قيصرية؟
فيما يلي بعض العوامل التي تقلل من فرص خضوعك للولادة الطبيعية:
- عدم خضوعك لولادة طبيعية سابقًا.
- تحتاجين لتحريض الولادة.
- عدم التقدم الصحيح في مراحل الولادة وتحتاجين بذلك لعملية قيصرية (عادة يكون ذلك بسبب وضعية الجنين).
- زيادة الوزن وخاصة إذا تعدت نسبة البدانة أكثر من 30% عند تسجيل حملك.
ما هي المخاطر والمعوقات للولادة الطبيعية من بعد إجراء عملية قيصرية في الحمل السابق؟
المخاطر والمعوقات قد تشمل التالي:
الحاجة لإجراء عملية قيصرية إسعافية
أحيانًا ما تتطلب الحالة إلى إجراء عملية قيصرية إسعافية عند دخولك في بداية مراحل الولادة. ويحدث ذلك لخمسة وعشرين (25%) امرأة من أصل مائة. وتلك النسبة تكون أقل في حالة كانت تلك هي ولادتك الأولى بحيث تبلغ النسبة حينها عشرون من كل مائة امرأة (20%). والسبب المتوقع لإجراء العملية القيصرية عادة ما يكون بطء في تقدم الولادة أو خطر يراه الطبيب على الجنين.
الحاجة لنقل الدم أو حدوث مضاعفات مثل التهاب في الرحم
النساء اللواتي يختارون الولادة الطبيعية من بعد عملية قيصرية سابقة قد يحتاجون لنقل دم أو قد يتعرضن لمضاعفات مثل حدوث التهاب في الرحم، ذلك مقارنة بمن يختارون عملية قيصرية محددة مسبقًا.
ضعف في جرح القيصرية السابقة أو انفجار في الرحم
قد يحدث أحيانًا لدى بعض الحالات ضعف في جرح العملية القيصرية السابقة مما يؤدي إلى انشقاقه. الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لك ولجنينك. يحدث ذلك لدى اثنان إلى ثمانية نساء من أصل ألف امرأة فقط (حوالي 0.5%). وتزداد تلك النسبة في حالة إذا تم تحريضك على الولادة باستخدام الأدوية. لذلك في حالة ظهور علامات لانشقاق الجرح فسوف يتم إجراء عملية قيصرية إسعافية لتوليد الجنين.
المخاطر على الجنين
فرصة وجود مخاطر على الجنين من حدوث وفاة أو إصابات في الدماغ -في حالة خضوعك لولادة طبيعية مهبلية من بعد إجراء ولادة قيصرية- هي فرصة ضئيلة جدًا (اثنان من كل ألف طفل 0.2%).
ولذلك يجب مقارنة تلك المخاطر بالمخاطر المترتبة على إجراء العملية القيصرية.
تلك المخاطر هي أكثر حدوثًا للنساء اللواتي يخضعن لتجربة الولادة الطبيعية المهبلية التي لم يكللها النجاح.
متى تكون الولادة الطبيعية المهبلية أمرًا لا يُنصح به من بعد إجراء عملية قيصرية سابقًا؟
أحيانًا لا ينصح الطبيب بالخضوع للولادة الطبيعية من بعد الولادة القيصرية، وتكون الولادة القيصرية هي الخيار الآمن في الحالات التالية:
- خضوع المرأة الحامل لعمليتين قيصريتين أو أكثر من قبل.
- انشقاق مكان جرح العملية القيصرية السابقة.
- خضوع المرأة الحامل لولادة قيصرية سابقة عن طريق جرح عالٍ في الرحم.
- وجود مضاعفات أخرى في الحمل الحالي تستدعي إجراء العملية القيصرية.
ما هي فوائد إجراء عملية قيصرية محددة مسبقًا؟
الفوائد المترتبة على إجراء عملية قيصرية محددة مسبقًا تشمل:
- عدم وجود مخاطر لانشقاق مكان العملية القيصرية السابقة.
- زوال مخاطر بدأ المخاض والدخول في الولادة، وبذلك تجنب المخاطر التي قد تؤثر على الجنين من خطر الوفاة أو الخلل الدماغي من نقص الأكسجين أثناء الولادة (يحدث ذلك لدى واحد من كل ألف طفل 0.1%).
- معرفتك المسبقة بموعد ولادة طفلك.
وعلى الرغم من تحديد موعد العملية القيصرية -غالبًا ما يكون سبعة أيام من تاريخ الولادة المحسوب عن طريق الدورة الشهرية أو الأشعة الصوتية- يظل هناك احتمالية أن يتم دخولك في مراجل الولادة تلقائيًا قبل موعد التنويم المحدد. ويحدث ذلك لدى امرأة من كل عشرة نساء (10%).
ما هي مخاطر الولادة القيصرية المحددة مسبقًا؟
المخاطر المترتبة على الولادة القيصرية المحددة مسبقًا تشمل الآتي:
عملية قيصرية أطول وأصعب جراحيًا
بسبب تكرار العمليات القيصرية، يكون وقت إجراء العملية القيصرية أطول من العملية الأولى بسبب تلاصق الأنسجة. كما قد يؤدي تلاصق الأنسجة أيضًا إلى حدوث بعض المضاعفات أثناء الجراحة منها: إصابة المثانة أو الأمعاء، كما توجد حالات مذكورة علميًا بإصابة الجنين بشق أثناء العملية القيصرية عن طريق الخطأ.
حدوث تجلط أو تخثر في الدم
قد يحدث تخثر أو تجلط في الرئة. وقد تشكل تلك الجلطة خطر على حياة المريضة (الوفاة تحدث لأقل من مريضة من كل ألف مريضة تخضع لعملية قيصرية).
وقت التعافي يكون أطول من الولادة الطبيعية
قد تحتاجين لمساعدة أكثر في المنزل، وأيضا قد يستغرق تنويمك في المستشفى فترة أطول من الولادة الطبيعية قد تصل إلى سبعة أيام.
صعوبات في التنفس عند طفلك
في أحيان كثيرة قد يحدث صعوبة في التنفس لدى الطفل من بعد العملية القيصرية ولكن يستمر لمدة قصيرة. وفي بعض من الأحيان قد يحتاج طفلك إلى العناية الفائقة لعدة أيام. ثلاثة أو أربعة أطفال من كل مائة طفل (3-4%) يولدون عن طريق العملية القيصرية يحدث لهم صعوبة في التنفس بالمقارنة بالأطفال المولودين عن طريق الولادة الطبيعية المهبلية (2-3%).
هل أقترب موعد ولادتك ولايزال لديك الكثير من المخاوف والأسئلة، يمكنك حجز إستشارة مع الدكتور هيثم بدر لمزيد من النصائح والإستشارة الطبية المتخصصة من هنا.