ما هو علاج خشونة واحتكاك الركبة ؟
بقلم: الدكتور/ عمر دحدولي
تحرير: هاجر الغريب
مُشكلة خشونة واحتكاك الركبة من المشاكل الشائعة بين العديد من الأشخاص، خاصةً مع المُتقدّمين في العُمر. ولكنها قد تنتاب أي شخص من أي فئة عُمرية. والأسباب وراء الإصابة بهذه المشكلة مُتعدد، فيُمكن أن يعود إلى تعرّض الشخص لإصابات ما، أو يُمكن أن يكون له علاقة بنمط حياة الشخص نفسه.
في هذا المقال نُحاور الدكتور / عمر دحدولي – أحد الأطباء الرائدين لدينا في مجال جراحة العظام – والذي سيُحدثنا عن أسباب وعلاجات خشونة واحتكاك الركبة.
كيف يُمكن تعريف خشونة واحتكاك الركبة؟
الخشونة أوالاحتكاك من الممكن أن تُصيب أي مفصل في الجسم، وهي باختصار ضرر أو تآكل في الغضاريف التي تُغطّي العظمة عند التقائها بعظمة أُخرى. فمثلًا في الركبة، يوجد التقاء بين أكثر من عظمتين (هُما الفخذ والساق، أو عظمة الصابونة مع عظمة الفخذ) وكل مفصل منهم من المُمكن أن يُصاب بخشونة دون الآخر، أو أن تكون الخشونة شاملة الركبة كاملة. مثال آخر على الخشونة في الورك، العظمتين هما: أعلى عظمة الفخذ والحوض.
وتشير الإحصائيات إلى أن تقريبًا ربع سكان أمريكا لديهم نوع من أنواع الخشونة لذلك هي مشكلة جدا شائعة وبحاجة لتوعية.
ما هي أبرز الأسباب وراء الإصابة بهذه الحالة؟
أسباب خشونة واحتكاك الركبة كثيرة، فأغلب حالات الخشونة التي نراها في العيادات هي نتيجة:
- التقدّم بالسن، وتختلف شدّتها على حسب الحالة الصحيّة العامة للمريض والعادات الحياتية.
- كما أن الخشونة قد تكون بسبب إصابة في المفصل اما كسر او قطع في الأربطة المثبتة للمفصل.
- الأمراض الروماتزمية أيضًا بأنواعها قد تكون من أسباب خشونة المفصل، لذلك من الضروري الاهتمام بتشخيص وعلاج الأمراض الروماتزمية كونها من المُسببات التي يمكن التحكم بها.
- الالتهابات الجرثومية أيضًا قد تكون سبب في تآكل الغضاريف وتدهوّر المفصل خلال فترة قصيرة في حالة عدم تشخيصها وعلاجها في الوقت المُناسب.
لماذا يُصاب بعض الشباب بمشكلة خشونة واحتكاك الركبة ، على الرغم من ارتباط هذه الحالة بكبار السن؟
بالنسبة للشباب أو صغار السن، فإن أبرز أسباب إصابتهم بمشكلة خشونة واحتكاك الركبة تكون عادةً:
- كسور بالمفصل.
- إصابة الاربطة المُثبتة للمفصل مما تؤدي إلى حدوث ضرر في الغضاريف بشكل اسرع من الطبيعي، لأن الحركة داخل المفصل لا تكون طبيعية.
- الأمراض الروماتزمية أيضا قد تسبب التهاب في المفاصل مما قد يؤدي للخشونة في عمر مبكر.
- آلام التقاء الصابونة مع عظمة الفخذ، في كثير من الأحيان لا يتم تشخيصها ويتم التغاضي عنها مع استمرار الالم عند المريض دون فهم الأسباب وهي عبارة عن احتكاك بالامكان تفادي تطوره عند التشخيص المبكر.
ما هي أعراض وعلامات خشونة واحتكاك الركبة ؟
تشمل أعراض خشونة واحتكاك الركبة :
- آلام في المفصل مع حد في الحركة.
- عدم القدرة على الصلاة أو الجلوس على الأرض بسبب الالم.
- آلام خاصة مع صعود أو نزول الدرج.
- عدم القدرة على النوم بسبب آلام الركبة.
ما هي خيارات العلاج بالنسبة لخشونة واحتكاك الركبة؟
علاج الخشونة يكون أولًا بالوقاية. فالنشاط البدني مع تقوية عضلات الفخذ من أنجح وسائل الوقاية من تطوّر الخشونة وعلاج الألم. الخشونة بشكل عام لا يُمكن عكسها ولكن بالإمكان التحكّم في اعراضها وتطوّرها. العلاجات التحفظية هي دائما أول الخيارات وأهمها:
- المحافضة على الوزن المثالي.
- النشاط الرياضي المُناسب للعمر والوزن.
- العلاج الطبيعي وتقوية عضلات الفخذ.
- المسكنات المُضادة للالتهابات، ولكن لفترات محدودة ولا ينصح بها للاستخدام المزمن.
- في بعض أنواع الخشونة قد يستفيد المريض من أنواع مُعيّنة من الدعامات التي تُلبس حول الركبة عند المشي أو عمل نشاط رياضي.
وفي حالة عدم نجاح العلاجات التحفظية يتم النظر في خيارات أُخرى مثل الإبر التي تُحقن داخل المفصل، وفي رأيي دورها محدود جدًا. أما آخر الحلول التي نلجأ إليها هي الجراحة.
هل هُناك جراحات مُختصة بعلاج خشونة الركبة؟
الخيارات الجراحية كثيرة وتعتمد على عُمر المريض، نشاطه البدني، وشِدة الخشونة التي يعاني منها . وتشمل الخيارات الجراحية:
- قص وتعديل العظم.
- تبديل جزئي للمفصل (إما الجزء الداخلي مثلا فقط أو مفصل الصابونة فقط).
- تبديل المفصل بشكل كامل.
وجميعها تُعتبر عمليات ناجحة نسبيًا ومخاطرها المُحتملة محدودة إذا ما كان القرار أُتخذ بشكل مُناسب، مع التواصل الصحيح مع المريض لفهم الأعراض وتوقعات المريض من الإجراء الجراحي.
أفضل من يُحدد حاجة المريض للتدخل الجراحي هو المريض نفسه وليس الطبيب. لا يمكن توجيه المريض بأنه يجب أن يخضع لتدخل جراحي، فالمسألة ليست كالأورام لا سمح الله. الخيار الجراحي يكون مُناسب عندما يقتنع المريض بعدم فائدة العلاجات التحفظية، وعدم قدرته على تحمل الألم وآثره على حياته اليومية. وعندها يقوم الطبيب بتقييم الأشعة للتأكد بأن الجراحة ستكون مُناسبة وذات فائدة على المريض.
من خلال خبرتك، هل تجد أن العلاج بإبر الزيوت فعّال بالنسبة لخشونة واحتكاك الركبة؟
فيما يخص الإبر الزيتية لعلاج خشونة واحتكاك الركبة أرى أن استخداماتها يجب أن يكون محدود جدًا. فالجمعية الأمريكية لجراحي العظام لا تنصح بها بشكل عام، ولكن في حالات مُعينة قد يكون خيار مُناسب، وهي في النهاية علاج مؤقت للألم في حالة فعاليتها وليست علاج للخشونة نفسها ولا يمنع تطوّرها.
كما أنه يُنصح بعدم أخذ أي إبر داخل المفصل لمدة 3 إلى 6 أشهر إذا كان المريض ينوي الخضوع لجراحة تبديل مفصل.
كيف نُحافظ على الركبة من الإصابة بمثل هذه الحالة؟
للمحافظة على الركبة ينصح أولًا بالمحافظة على:
- الوزن المثالي.
- الغذاء الصحي والموزون.
- التمارين والنشاط الرياضي المناسب لكل فئة عمرية.
فالوقاية دائما خير من العلاج.
إذ كان لديك المزيد من الاستفسارات عن خشونة الركبة يُمكنك حجز موعد مع الدكتور/ عمر دحدولي لاستشارته من خلال هذا الرابط.