
حساسية الهيستامين : مرض شائع ولكن يجهله الكثيرون
تعريب: هاجر الغريب
إن ردود الفعل التحسسية تجاه أنواع مُعينة من الطعام هو أمر شاذ، ولكنه من الشائع حدوث استجابات عنيفة من الجسم تجاه تناول بعض البروتينات الغذائية. ومن المُثير للدهشة حقًا هو انتشار مشكلة الحساسية ضد الطعام في المناطق المتقدمة أكثر منها في المناطق النامية، والتي بطبيعة الحال تُعاني من مشاكل أكثر فيما يخص التغذية والنظافة العامة.
واحد من أشكال الأمراض المُنتقلة عبر الغذاء – والتي تُسبب الحالات السالف ذكرها– هي حساسية الهيستامين، ذلك المرض الشائع الذي يؤثر على 50 إلى 60% من المُجتمع، والذي يتسبب في ظهور عدد كبير من الأعراض على المريض.
ما هو الهيستامين؟
الهيستامين هو جُزئ فعّال، يوجد في بعض الأطعمة التي نتناولها ( يوجد في عدد من الأطعمة بنسبة أكبر من أطعمة أُخرى)، كما يوجد أيضًا داخل خلايا الجسم. وتحدُث حساسية الهيستامين نتيجةً تناولنا لأطعمة مُسببة لتفاعل الهيستامين في أجسامنا.
ما هي أعراض حساسية الهيستامين؟
يُمكننا تقسيم أعراض حساسية الهيستامين إلى نوعين:
1. الأعراض المُباشرة، والتي تأتي على هيئة:
- الصداع النصفي.
- الشعور بانتفاخ المعدة بعد تناول الطعام.
- الإسهال.
- تشنجات العضلات.
- نزول بعض الإفرازات ( اللّعاب – الدموع – الإفرازات المهبلية ).
- حدوث حالات الإجهاض.
- العقم.
2. الأعراض غير المُباشرة، والتي تأتي على هيئة:
- الإصابة بجفاف ما بين الفقرات.
- جفاف البشرة.
- الإمساك.
كيف يتم تشخيص حساسية الهيستامين؟
المشكلة التي غالبًا ما تحدث عند تشخيص حساسية الهيستامين هي أن المريض يقوم بذكر الأعراض الواضحة بالنسبة له - مثل تحسس القولون أو الصداع النصفي -
للطبيب المُختص. وهُنا، يجب على الطبيب القيام بالتشخيص التفريقي، والذي من خلاله يُمكنه معرفة إذا كان المريض لديه أعراض أُخرى لها علاقة بحساسية الهيستامين، مثل التقلصات، جفاف ما بين الفقرات أو نزول إفرازات مُعينة.
ومن أجل فهم قضية تعدُد الأعراض الخاصة بحساسية الهيستامين، قام أطبائنا بإجراء أبحاث على المرضى الذين تم إحالتهم من قِبل أطباء مُختصين قاموا بعلاج هذا النوع من المرض لسنواتٍ طويلة.
من بينهم جميعًا، حوالي 30 إلى 40% تم إحالتهم من قسم الطب العام، حيث اشتكوا من أعراض مثل الإجهاد المُزمن أو التهابات العظام. في حين أن نسبة 20 إلى 25% من هؤلاء المرضى تم إحالتهم من قسم علاج الجروح، غالبًا لكونهم أًصيبوا بجفاف ما بين الفقرات. ونسبة 10 إلى 12% أُحيلوا بعد استشارات طبيّة تخص مشاكل في الهضم، بسبب أعراض مثل تحسس القولون، أما النسبة الباقية فقد تم إحالتها من قسم الأمراض العصبية، قسم الحساسية، قسم الأمراض الجلدية، قسم أمراض الكبد، قسم الطب النفسي، وقسم طب الأنف والأُذن والحنجرة.
كيف يتم مُعالجة حساسية الهيستامين؟
كما تم التوضيح من قبل، فإن المريض الذي يشعر بإصابته بحساسية الهيستامين عادةً ما يذهب إلى الطبيب المُختص من أجل مُلاحظته لعَرَض أو أكثر قد يكون له علاقة بهذا المرض، وعندها يقوم الطبيب بدوره في التوصية بعلاجات لتهدئة تلك الأعراض.
بُناءً على ذلك، يقوم المريض بأخذ أدوية كثيرة من أجل علاج الأعراض المُختلفة التي تظهر عليه، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالإمساك المُزمن.
هذا لا يُعد علاج، بل أنه قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيث أن هذه العلاجات تصل إلى الجهاز الهضمي، وقد تتسبب في تدهور حالته.
ومن أجل هذا، فمن الهام على الأطباء المُختصين أن يعرفوا كيفية التعامل مع حساسية الهيستامين، وعليهم أن يقوموا بعمل استشارات مُضنية من أجل تحديد نوع المرض.
بهذه الطريقة سيتمكن الأطباء من تشخيص هذه الحالة، وسيتعرّف المريض – بفضل الدراسات التحليلية – أيًا من الأطعمة التي يتناولها تسبب في إصابته بحساسية الهيستامين، إلى جانب أنه سيُقلل من تناول العلاجات التي تتسبب في إصابته بالإمساك المُزمن.
يجب على المريض أن يُدرك كم يتطلب علاج هذه الحالة من مجهود مُستمر من ناحيته، حيث أنه من الصعب عليه الاستغناء عن منتجات الألبان على سبيل المثال (أو الاستغناء عن النقانق، اللحوم، المعكرونات، وغيرهم) أكثر من صعوبة تناول 3 أقراص دواء يوميًا.
باختصار، فإن الطعام الذي هو مصدر لاكتساب الصحة، قد يكون أيضًا مصدر للإصابة بأمراض، ولذلك فيجب تسليط الضوء على النقاط التالية:
- جميع الأطعمة تتضمن مُكوّن الهيستامين بدرجات مُتفاوتة، ولكن مُكوّن الهيستامين الموجود في الأطعمة لا يؤدي إلى الإصابة بأمراض مُزمنة، ولذلك فإن اتبّاع حمية غذائية تحتوي على نسبة قليلة من الهيستامين أمر مُثبط، وهُناك أسباب كثيرة تدفعنا لاعتماد هذا الرأي.
- السبب الوحيد لهذا المرض هو مُكوّن الهيستامين الذي تُنتجه خلايا جسم المريض عندما يقوم بتناول طعام مُحفز للهيستامين.
- حساسية الهيستامين هو مرض مُكتسب، وعندما يتم مُعالجة الشخص، يُمكنه الرجوع لتناول ما يشاء من الأطعمة التي رُبما يكون قد حُرم من تناولها من أجل العلاج.