
تأخر النطق عند الأطفال : متى تكون مُشكلة تستدعي القلق؟
بقلم: الدكتور/ محمد فرحات
تحرير: هاجر الغريب
ينتظر الآباء تلك اللحظة التي ينطق فيها طفلهما للمرةٍ الأولى، ويسعون مُنذ شهور حياتهِ الأوائل أن يُعلّمونه بعض الكلمات البسيطة التي من خلالها ينطلق ليبدأ خطواته الأكبر في تعلّم النطق والكلام. ولكن قد يحدُث أحيانًا أن يتأخر الطفل في نطق الكلمات، الأمر الذي قد يستدعي قلق الآباء ويُنذر بوجود مُشكلة.
في هذا المقال نُحاور الأستاذ الدكتور/ محمد فرحات – استشاري أمراض التخاطب والصوت والبلع – ونُحاول فهم أسباب مُشكلة تأخر النطق عند الأطفال ومتى يجب أن يقلق الآباء.
في أي سن تحديدًا يجب على الطفل البدء في النُطق؟
يبدء الطفل في التواصل مع من حوله قبل عُمر عام، منذ أن يبدأ في المناغاة المتكررة (بابابابا، دادادا،نانانا، وغيرها). لكن أول كلمة يُفترض أن يطلُقها الطفل لها معنى واضح تكون عند إتمامه عامه الأول.
ما هي أسباب تأخر النطق لدى الأطفال ؟
تتعدد أسباب تأخر اكتساب النطق عند الأطفال، فقد تكون نتيجة:
- إصابة دماغية (أثناء أو قبل أو بعد الولادة).
- وقد تكون نتيجة ضعف سمعي (عصبي أو توصيلي).
- ويُمكن أن يكون التأخر ناتج عن اضطرابات نفسية.
- وأخيراً نتيجة حرمان بيئي نظراً لعدم تعرض الطفل للبيئة المثالية التي تساعده على اكتساب اللغة.
ما هي أعراض تأخر النطق عند الأطفال؟
يُمكن أن نعتبر الطفل متأخر لغوياً عندما لا يناسب عمره اللغوي عمره الزمني، فلكل عُمر مهارة لغوية يجب اكتسابها، ويستطيع المُتخصص في هذا المجال تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من تأخر لغوي ومقداره بالتحديد.
متى يجب على الآباء اللجوء إلى الطبيب؟
يجب على الآباء اللجوء إلى طبيب التخاطب إذا شعروا منذ شهور الطفل الأولى أنه لا يسمع جيداً، أو لا ينتبه للأصوات المختلفة من حوله. حيث يستطيع عمل التقييم ومن ثَم يُحيله إلى طبيب السمعيات. وأيضًا إذا لاحظ الأهل اكتمال عام الطفل الأول بدون نطق بعض الكلمات البسيطة مثل: بابا أو ماما.
وقد يكتسب الطفل بعض المهارات اللغوية لكن يُلاحظ الأهل وجود بعض السلوك غير الطبيعي على الطفل كعدم الانتباه، فرط الحركة، الانطوائية، أو العدائية. وقتها يحتاجون زيارة لطبيب التخاطب والطبيب النفسي للتأكد من عدم وجود أي اضطرابات نفسية من دورها التأثير على اكتساب اللغة لديه.
ماذا يجب على الآباء فعله مع الطفل مُنذ صغره من أجل تجنّب هذه المُشكلة؟
يجب على الأهل الانتباه جيّدًا لأي من العوامل أو المؤثرات التي تم ذكرها والتي قد تؤثر على اكتساب اللغة عند الطفل، ويجب أيضاً عليهم التواصل الدائم مع الطفل بالحديث معه بما يناسب عمره، حتى لا يقع الطفل ضحية للتلفاز، والهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي (اليوتيوب) والتي لها أثر سئ على اكتساب اللغة عند الطفل، وقد تتسبب في تأخر النطق عند الأطفال
ما هي العلاجات الخاصة بمُشكلة تأخر النطق عند الأطفال ؟
يعتمد علاج تأخر اللغة عند الأطفال على العوامل المسببة لهذا التأخر، فمثلاً إن كان هذا التأخر ناتج عن إصابات دماغية فيجب على الطفل المتابعة مع طبيب الأعصاب لأخذ العلاجات المناسبة، وأيضاً مع طبيب العلاج الطبيعي إن لزم الأمر.
وإن كان التأخر ناتج عن ضعف سمعي عصبي، فسيحتاج الطفل للمُعينات السمعية (السماعات/ زراعة القوقعة الإلكترونية). وقد يحتاج الطفل إلى تدريبات استعدال سلوك إن كانت هناك اضطرابات نفسية.
وفي جميع هذه الأسباب يجب على الطفل أن يبدأ في جلسات التخاطب التدريبية والتي من شأنها تحسين المهارات اللغوية لديه و معالجة النطق .
إذا كان طفلك يُعاني من تأخر في النطق، يُمكنك حجز موعد الآن مع الدكتور/ محمد فرحات للحصول على استشارة مُتخصصة، من خلال الضغط على هذا الرابط.