كل ما تحتاج معرفته عن الارتجاع الحنجري البلعومي
بقلم: الدكتور/ خالد المالكي
تحرير: هاجر الغريب
تحدُث حالة الارتجاع الحنجري البلعومي للكثير من الأشخاص ولأسباب مُختلفة، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الحالة مُجرد عرضًا لا يستمر لفترة طويلة. ولكن عندما يُسبب هذا الارتجاع أعراضًا مُزعجة ومُتكررة فإنه يصبح مرضًا لا عرضًا.
في هذا المقالة يُحدثنا الأستاذ الدكتور/ خالد المالكي – استشاري طب الصوت والتخاطب – عن أسباب حدوث حالة الارتجاع الحنجري البلعومي، إلى جانب الأعراض والعلاجات المُتاحة لهذه المشكلة.

ما هو الارتجاع الحنجري البلعومي ؟
الارتجاع الحنجري البلعومي هو الحالة التي خلالها ينتقل حمض المعدة وإفرازاتها إلى المرئ، ومنها إلى الحنجرة. يحدُث الارتجاع عند ارتخاء الصمام الذي يوجد بين المعدة والمرئ، والذي من المُفترض أن يعمل في اتجاه واحد بحيث يسمح بمرور الطعام من المرئ إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هُناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المرئ، وهنا تحدُث المشكلة.
ما هي أسباب الارتجاع الحنجري البلعومي؟
في كل مرة نأكل أو نشرب فإن المعدة تُفرز حمضًا قويًا جدًا يقوم بهضم الطعام وقتل الميكروبات قبل وصولها إلى الأمعاء. وكما ذكرنا سابقًا، فإن الصمام بين المرئ والمعدة يمنع حدوث أي ارتجاع إلا في حالات قليلة، ولكن عندما يحدث ارتخاء أو توسع في هذا الصمام، أو عند تناول ما يزيد من إفراز الأحماض في المعدة، فإن الارتجاع يصبح أكثر أثرًا وأشد ضررًا.
هُناك بعض العوامل التي تُسبب ارتخاء أو توّسع الصمام، أو تُسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، نذكر منها ما يلي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- الحمل.
- السِمنة.
- تناول المأكولات والمشروبات الغنيّة بالدهون.
- تناول المشروبات الغازية.
- تناول الشاي أو القهوة أو الشوكولاته.
- تناول المأكولات الحراقة مثل الفلفل والشطة.
- تناول الحمضيات مثل البرتقال والليمون.
ومن ضِمن الحالات التي تُسبب أيضًا الإصابة بحالة الارتجاع البلعومي ما يلي:
ما هي أعراض الارتجاع الحنجري البلعومي؟
هُناك بعض الأعراض التي من خلالها يُمكن أن نستنتج من خلالها إصابة الشخص بحالة الارتجاع البلعومي المريئي، وهي:
- الكُحة المُزمنة.
- بحة الصوت.
- النحنحة المُتكررة.
- وجود صعوبة في البلع.
- الإحساس بجسم غريب في الحلق.
- حرقة المعدة (إحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح وألم في المعدة خصوصًا بعد تناول الأكلات السالف ذكرها). ولكن جدير بالذكر أن أكثر من نصف مرضى الارتجاع الحنجري البلعومي لا يشتكون من حدوث أي حرقان لهم.
- طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الشخص من نومه وهو يشعر بشرقة بل وضيق حاد في التنفس، كما أن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تُشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية.
ومن الضروري التأكيد هُنا على أنه ليس بالضرورة أن توجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومُتنوّعة وتختلف من مريض إلى آخر.
كيف يُجرى تشخيص حالة الارتجاع الحنجري البلعومي؟
يتم تشخيص حالة الارتجاع الحنجري البلعومي وفقًا للخطوات التالية:
- معرفة التاريخ المرضي المُفصّل للمريض للبحث في الأعراض والأسباب السالف ذكرها.
- ثم يأتي دور الكشف السريري على المريض.
- تليها مرحلة الفحوصات والتي تشمل إجراء منظار للحنجرة والبلعوم.
- إجراء منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وفحص المرئ بالصبغة عند الحاجة.
- وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المرئ، وتركيب جهاز خاص لمُدة 24 ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمرئ.
ولكن للأسف، قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من كون أعراض المريض تؤكد ذلك.
ما هي خيارات العلاج المُتاحة بالنسبة لحالة الارتجاع الحنجري البلعومي؟
يتم تقديم العلاج على ثلاثة مُستويات، في المستوى الأول نُركز على تغيير نمط الحياة بحيث يتجنّب المريض مُسببات الارتجاع مع التركيز على ما يلي:
- تجنّب تناول المأكولات والمشروبات التي تتسبب في ارتخاء أو توّسع الصمام، أو تُسبب زيادة إفراز أحماض المعدة والتي ذكرناها سالفًا.
- تجنّب القلق والإرهاق النفسي.
- الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
- تجنّب النوم أو الاستلقاء مُباشرةً بعد تناول الوجبات، بل لابُد أن يكون هُناك مُدة فاصلة بين تناول آخر وجبة والاستلقاء لا تقل عن ثلاث إلى أربع ساعات.
- كما ينصح لمن يشتكون من ظهور أعراض في منطقة الحلق برفع جُزء من السرير تحت الرأس مسافة 15 سنتيمتر حتى تكون الحُنجرة في مُستوى أعلى من المعدة، وبذلك تُقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق. ولا يُنصح هُنا بزيادة عدد الوسائد تحت الرأس والظهر، حيث أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى آلام غير مرغوبة في منطقة الرقبة وأعلى الظهر.
المستوى الثاني هو العلاج الدوائي الذي قد يستمر لعِدة أشهر وتكون نتائجه بشكل عام جيّدة. أما المستوى الثالث والأخير هو العلاج الجراحي، خصوصًا عند تشخيص فتق فُم المعدة.
إذا كُنت تُعاني من الارتجاع الحنجري البلعومي وتُريد استشارة طبيب، يُمكنك حجز موعد مع الدكتور/ خالد المالكي من خلال هذا الرابط